بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل

السبت، 9 أغسطس 2014

باحثون يستطيعون التوصل إلى ما نفكر فيه


ترجمة وفاء زهير المسارعي – طالبة فيزياء تخصص فيزياء طبية - جامعة الأزهر- غزة يحتوي دماغ الإنسان على حوالي 100 بليون خلية عصبية ويساندها ما بين 1 إلى 5 تريليون من الخلايا الدبقية، في نفس الوقت الذي ترتبط فيما بينها بحوالي 15 كوادريليون (أي 15 وعلى يمينها خمسة عشر صفراً) وصلة عصبية بطرق معقدة، وحديثا لقد تم الكشف عن تكنولوجيا جديدة تساهم في تشخيص المخ بصورة أكثر دقة، وتمكننا من تحديد وظائف كل مكونات هذا الجزء المعقد من جسم الإنسان وقراءة الأفكار حرفاً بحرف أثناء وقوعها.
قام علماء أمريكيون بعمل مسح رنين مغناطيسي وظيفي على الجبهة الأمامية لأدمغة متطوعين إعلاميين وكشف هذا المسح عن خريطة الأنشطة الدماغية الفريدة من نوعها والمرتبطة بشخصيات معينة، العلماء الذين قاموا بمسح دماغ الإنسان أصبحوا قادرين الآن على إخبارنا بمن يفكر فيه الشخص، ولأول مرة لديهم القدرة على تحليل ما الذي يتخيله الإنسان من خلال تقنيات التصوير الحديثة.
العمل على تصور التفكير بدأت تزداد نجاحاته حديثا، يستطيع العلماء الآن فك شيفرة الصور مباشرة من الدماغ مثل ما العدد الذي رآه الإنسان لتوه وما تستدعيه ذاكرته وتشير إليه، كما يستطيعون تركيب فيديو لمشاهدة ما رآه الإنسان اعتمادا على نشاط الدماغ وحده. أراد عالم الأعصاب الإدراكي في جامعة كورنيل ناثان سبرنج وزملائه نقل هذا البحث خطوة إضافية إلى الأمام من خلال النظر في إمكانية الاستدلال على الصور الذهنية للناس والتي يستحضرونها في رؤوسهم.
"نحن نحاول فهم الآلية المادية التي تسمح بأن يكون لدينا عالم داخلي، ومن ذلك معرفة كيف نمثل الآخرين في عقولنا" يقول سبرنج.
تخيل الآخرين
فريق سبرنج أعطى 19 متطوعا وصفا لأربعة أشخاص وهميين، وأخبرهم بأنها حقيقية. كان لكل واحد منهم شخصية مختلفة، كانت نصف هذه الشخصيات متواضعة ووصفت بأنها تحب التعاون مع الآخرين، أما نصفها الأخر فكانت أقل تواضعا، ووصفت بأنها باردة ومنعزلة، بالإضافة إلى ذلك وصفت نصف هذه الشخصيات بأنها بسيطة ومنفتحة اجتماعيا بينما النصف الآخر أقل منها في ذلك، ووصفت بأنها خجولة وحساسة، هؤلاء الأشخاصبكل متطوع وأعطوهم أسماء شائعة مثل مايك، ديف، كريس، نيك، أواشلي، سارة، نيكول، أوجيني. ثم قام العلماءبمسح أدمغة المتطوعين باستخدام تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي والذي يقيس نشاط الدماغ من خلال التغيرفي تدفق الدم، وخلال المسح طلب الباحثون من المشاركين التنبؤ بتصرف الشخصيات الوهمية الأربع في حالاتمختلفة، على سبيل المثال إذا كانوا في حانة وسكب شخص ما المشروب، أو إذا شاهدوا شخصا بلا مأوى.
"البشر مخلوقات اجتماعية، والعالم الاجتماعي مكان معقد " يقول سبرنج، " أحد الجوانب الأساسية للإبحار في العالم الاجتماعي هو كيف أننا نمثل الآخرين"
اكتشف العلماء أن كل شخصية من هذه الأربعة الوهمية ترتبط بنمط فريد لنشاط الدماغ في جزء من قشرة الدماغ يسمى الفص الأمامي أو الجبهة الأمامية، وبعبارة أخرى الباحثون يمكنهم معرفة من الذين يفكر فيهم متطوعوهم. "هذه أول دراسة تُظهر أننا قادرون على فك شيفرة ما يفكر الآخرون به " يقول سبرنج.
نماذج فك ترميز أدمغة الشخصيات
الجبهة الأمامية في القشرة الوسطى تساعد على استنتاج مميزات وصفات الآخرين، والنتائج تشير إلى أن هذه المنطقة هي أيضا مكان فك ترميز وتجميع وتحديث النماذج الشخصية، ومساعدة الناس على فهم وتوقع السلوك المحتمل للآخرين والشيء الجميل في هذا الأمر هو قدرتنا على الوصول إلى إنسانيتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ترقيم الصفح

زرار المشاركات